الإسلام والرق
لقد جفف الإسلام منابع الرق القديمة كلها فيما عدا منبع واحد لم يكن يمكن أن يجففه وهو استرقاق أسرى الحرب أو قتلهم وكان هذا العرف قديماً جداً موغلاً فى ظلمات التاريخ يكاد يرجع إلى الإنسان الأول ولكنه ظل ملازما للإنسانية فى شتى ظواهرها فجاء الإسلام والناس على هذا الحال ووقعت بينه وبين أعدائه الحروب فكان أسرى المسلمون يسترقون عند عداء الإسلام فتُسلب حريتهم ويعاملو بالظلم والقتل وتنتهك الأعراض فعندئذ لم يكن جديراً بالمسلمين أن يطلقوا سراح من يقع فى أيديهم من أسرى الأعداء فليس من حسن السياسة ان تشجع عدوك عليك بإطلاق سراح أسراه بينما أهلك يُسامون سوء العذاب عند الأعداء ولم يكن لهذه الحروب تقاليد تمنع من هتك الأعراض أو تخريب المدن المسالمة أو قتل الأطفال والشيوخ فلما جاء الإسلام أبطل ذلك كله وحرم الحروب كلها إلا أن تكون جهاداً فى سبيل الله جهاداً لدفع الإعتداء عن المسلمين أو لتحطيم القوى الباغية التى تفتن الناس عن دينهم بالقهر والعنف ( وقاتلوا فى سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين ) وقد راعى المسلمون تقاليدهم النبيلة فى حروبهم حتى فى الحروب الصليبية الغادرة حين انتصروا على عدوهم وذلك فارق أساسى فى أهداف الحروب عند المسلمين وعند غير المسلمين ومع ذلك أطلق رسول الله بعض أسرى بدر من المشركين مننا من غير فداء وأخذ من نصارى نجران الجزية ورد إليهم أسراهم