الأخلاق ومكانتها فى الإسلام
الوصايا العشر التى قال الله تعالى فيه : ( قل تعالوا أتلوا ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحسانا ) .
يأمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم فيقول : قل يا محمد لهؤلاء المشركين : الذين عبدوا غير الله وحرموا ما رزقهم الله وقتلهم أولادهم وكل ذلك فعلوه بآرائهم وتسويل الشيطان لهم يقول الله لهم : ” تعالوا ” أى هلموا وتقدموا واقرأوا حقاً ويقيناً كما أوحى إلى ربى لا ظناً ولا كذباً كما زعمتم.
وقيل : اتلوا الذى حرمه ربكم عليكم ( أتلوا ما حرم ربكم عليكم ) أقص عليكم وأخبركم بما حرم ربكم عليكم حقاً لا تخرصاً ولا ظناً بل وحياً
وقيل : أتلوا عليكم تحريم الإشراك عن أبى ذر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أتانى جبريل فبشرنى أنه من مات لا يشرك بالله شيئاً من أمتك دخل الجنة قلت و إن زنا وإن سرق ؟ قال : و إن زنا وإن سرق ؟ قالت وإن زنا وإن سرق قال وإن زنا وإن سرق وإن رغم أنف أبى ذر )
إعلم أيها المسلم أن للشرك حقيقة وهو أن يشبه الخالق بالمخلوقين وهذا التشبيه ينفى به صفات الكمال التى وصف الله بها نفسه ووصف بها رسوله فالمشرك هو الذى يشبه المخلوق بالخالق فى الأشياء التى اختص الله بها نفسه وتفرد بها مثل النفع والضرر والعطاء وهذه الأشياء تجعل الإنسان يدعوا الله ويخافه ويرتجيه وحده ويتوكل عليه فمن علق هذه الأشياء بإنسان فهو مشبه مخلوق بالخالق وهو أقبح أنواع التشبيه.
والشرك نوعان :
1- شرك تعطيل وهو أقبح أنواع الشرك وهو شرك فرعون إذ قال : ( وما رب العالمين )
2- شرك الرياء
النوع الثانى من الشرك : شرك من جعل مع الله إلهاً آخر ولم يعطل أسماؤه وصفاته وربوبيته كشرك النصارى الذين جعلوه ثالث ثلاثة فجعلوا المسيح وأمه إلهين ومن هذا الشرك شرك الذى حاج إبراهيم فى ربه ( إذ قال إبراهيم ربى الذى يحيي ويميت قال أنا أحى وأميت ) جعل نفسه نداً لله يحيي ويميت بزعمه كما يحيي الله ويميت فألزمه إبراهيم أن طرد قولك أن تقدر على الإتيان بالشمس من غير الجهة التى يأتى بها الله منها وليس هذا انتقالا كما زعم بعض أهل الجدل بل إلزاماً على طرد الدليل كان حقاً ومن هذا الشرك شرك الكواكب وجعلها أرباباً من دون الله والشمس والنار والقمر والصابئة وغيرهم وجعلهم أنداداً من دون الله وهذا هو الشرك الأكبر الذى قال الله تعالى فيه ( إن الشرك لظلم عظيم ) أى هو أعظم قال البخارى لما نزلت آية ( الذين آمنوا لو يلبسوا إيمانهم بظلم ) شق ذلك على الصحابة وقالوا أينا لم يلبس إيمانه بظلم ؟ فقال رسول الله : ( ليس بذلك ألا تسمع قول لقمان يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم )مسلم 2 / 93
جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ما الموجبتان ؟ قال : ( من مات لا يشرك بالله شيئا وجبت له الجنة ومن مات يشرك بالله شيئاً وجبت له النار ) مسلم 2 / 87
لذلك من أشرك بالله ثم مات على شركه فهو من أهل النار كما أن من مات مؤمناً بالله فهو من أصحاب الجنة وإن عُذب بالنار قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ؟ قالوا بلى يا رسول الله قال الإشراك بالله وعقوق الوالدين وكان متكئاً فجلس فقال : ألا وقول الزور ألا وشهادة الزور فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت )
ولو نظرنا إلى نوع آخر من الشرك نجد ذلك فى قوله تعالى : ( فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحدا ) أى من كان يرجوا ثوابه وجزاءه فليعمل عملاً صالحاً موافقاً لشرع الله ولا يشرك بعبادة ربه أحدا وهو الذى يُراد به وجه الله وحده لا شريك له وهذان هما ركنا العمل الذى لابد أن يكون خالصاً لله تعالى