همسة في أذن كل حاج
أيها الحجاج نحمد الله أن وفقكم لحج بيته وزيارة حرمه ، ونسأله أن يتقبل منكم صالح الأعمال ويضاعف لكم الثواب .
ونتقدم إليكم بهذه الوصايا ، رجاء أن يجعل الله حجكم مبرورًا وسعيكم مشكورًا .
1. اذكروا أنكم في رحلة مباركة وهجرة إلى الله تقوم على توحيده والإخلاص له ، وتلبية دعوته وطاعته ، ولا أعظم من ذلك أجرًا ، فالحج المبرور جزاؤه الجنة .
2. احذروا أن يوقع بينكم الشيطان فإنه عدو متربص فتحابوا بروح الله وتجنبوا الجدال ومعصية الله ، وأعلموا أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : [لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) .
3. اسألوا أهل العلم فيما أشكل عليكم من أمور دينكم وحجكم ، حتى تكونوا على بصيرة من ذلك لقوله تعالى : ( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) ولقول النبي صلى الله عليه وسلم : [ من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين] .
4. اعلموا أن الله فرض علينا فرائض وسن لنا سننًا ولا يقبل الله السنن ممن ضيع الفرائض ، وقد يغفل بعض الحجاج عن هذه الحقيقة فيؤذون المؤمنين والمؤمنات ليقبلوا الحجر أو يرملوا في الطواف أو يصلوا خلف المقام ، أو يشربوا من زمزم مثلًا ، وذلك سنة ، وإيذاء للمؤمنين حرام ، فكيف نفعل حرامًا لنأتي بسنة ؟ فتجنبوا إيذاء بعضكم بعضًا والله يكتب لكم الثواب ويعظم أجركم .
ونزيدكم بيانا فنقول :
أ . لا ينبغي لمسلم أن يصلي بجوار امرأة أو خلفها في المسجد الحرام ، أو غيره لأي سبب ، مع القدرة على تجنب ذلك ، وعلى النساء أن يصلين خلف الرجال .
ب . أبواب الحرم ومداخله طرق لا ينبغي إغلاقها بالصلاة فيها ، ولو كان لإدراك الجماعة .
جـ. لا يجوز تعطيل الطواف بالجلوس حول الكعبة أو الصلاة قربها ، أو الوقوف عند الحجر ، أو مقام إبراهيم ، وخاصة عند الزحام ، لما في ذلك من الضرر والإيذاء .
د. تقبيل الحجر الأسود سنة والمحافظة على كرامة المسلم فريضة ، فلا تضيع فريضة لإقامة سنة ، ويكفيك عند الزحام أن تشير إليه ، وتكبر وتمضي مع الطائفين ، ولا تخترق الصفوف ، بل سايرها حتى تخرج من المطاف برفق .
هـ. الركن اليماني ليس من السنة تقبيله ، وإنما يستلم باليمين عند عدم الزحام ، ويقال عند استلامه بسم الله ، والله أكبر .
وأخيرًا نوصي الجميع بالالتزام بالكتاب والسنة (وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون)