صفة العمرة
* إذا أراد المسلم أن يُحرم بالعمرة فالمشروع أن يتجرد من ثيابه ويغتسل كما يغتسل من الجنابة، ويتطيب بأطيب ما يجده من دهن عود أو غيره في رأسه ولحيته، ولا يضره بقاء ذلك بعد الإحرام.
والاغتسال عند الإحرام سُنة في حق الرجال والنساء حتى الحائض والنفساء.
ثم بعد الاغتسال والتطيب يلبس ثياب الإحرام ويلف رداءه على كتفه، ولا يُخرج الكتف الأيمن إلا في طواف القدوم، ثم يُصلي (غير الحائض والنفساء) الفريضة إن كان وقت فريضة، وإلا صلى ركعتين ينوي بهما سُنة الوضوء، وإن لم يُصل فلا حرج.
* فإذا فرغ من الصلاة أحرم وقال: لبيك عُمرة، لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والمُلك، لا شريك لك يرفع الرجل صوته بذلك، والمرأة تقوله بقدر ما يسمع من بجنبها.
وينبغي للمُحرم بالعمرة أن يُكثر من التلبية ( خصوصاً عند تغير الأحوال والأزمان، مثل أن يعلو مرتفعاً، أو ينزل منخفضاً، أو يُقبل الليل أو النهار، وأن يسأل الله بعدها رضوانه والجنة، ويستعيذ برحمته من النار ) إلى أن يبتدئ بالطواف، أما في الحج: فيلبي من الإحرام إلى أن يبتدئ برمي جمرة العقبة يوم العيد.
* فإذا دخل المسجد الحرام، قدم رجله اليمنى وقال: (بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، اللهم اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب رحمتك، أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم، وبسلطانه القديم، من الشيطان الرجيم).
* ثم يتقدم إلى الحجر الأسود ليبتدئ الطواف، فيستلم الحجر بيده اليمنى ويقبله، فإن لم يتيسر استلامه بيده فإنه يستقبل الحجر، ويُشير إليه بيده اليمنى إشارة ولا يُقبل يده .
والأفضل ألا يزاحم فيؤذي الناس ويتأذى بهم. ويقول عند استلام الحجر: (بسم الله والله أكبر، اللهم إيماناً بك، وتصديقاً بكتابك، ووفاء بعهدك، واتباعاً لسُنة نبيك محمد صلى الله عليه و سلم ).
ثم يأخذ ذات اليمين ليجعل البيت عن يساره، فإذا بلغ الرُكن اليماني استلمه من غير تقبيل، فإن لم يتيسر فلا يُزاحم عليه ولا يُشير إليه، ويقول بينه وبين الحجر الأسود (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار).وكلما مر بالحجر الأسود كبّـر.
ويقول في بقية طوافه ما أحب من ذكر ودعاء وقراءة قرآن فإنما جُعل الطواف بالبيت والصفا والمروة ورمي الجمار لإقامة ذكر الله.
* وفي هذا الطواف ينبغي للرجل أن يفعل شيئين:
أحدهما: الاضطباع من ابتداء الطواف إلى انتهائه، وصفة الاضطباع: أن يجعل وسط ردائه داخل إبطه الأيمن، وطرفيه على كتفه الأيسر، فإذا فرغ من الطواف أعاد رداءه إلى حالته قبل الطواف، لأن الاضطباع محله الطواف فقط.
الثاني: الرمل في الأشواط الثلاثة الأولى فقط: والرمل هو إسراع المشي مع مقاربة الخطوات، وأما الأشواط الأربعة الباقية فليس فيها رمل، وإنما يمشي كعادته.
فإذا أتم الطواف سبعة أشواط، تقدم إلى مقام إبراهيم فقرأ (واتخِذوا من مقام إبراهيم مصلى) ثم صلى خلفه ركعتين خفيفتين، يقرأ في الأولى: (قل يا أيها الكافرون) وفي الثانية (قل هو الله أحد)، وذلك بعد الفاتحة.
فإذا فرغ من صلاة الركعتين، رجع إلى الحجر الأسود فاستلمه إن تيسر له، وإلا فليُشر إليه.
* ثم يخرج إلى المسعى، فإذا دنا من الصفا قرأ: (إن الصفا والمروة من شعائر الله)
ثم يرقى على الصفا حتى يرى الكعبة فيستقبلها، ويرفع يديه كرفعهما في الدعاء، فيحمد الله ويدعو ما شاء أن يدعو، وكان من دعاء النبي صلى الله عليه و سلم هنا: (لا إله إلا الله، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده) يكرر ذلك ثلاث مرات ويدعو بين ذلك.
ثم ينزل من الصفا إلى المروة ماشياً، فإذا بلغ العلم الأخضر ركض الرجل فقط بقدر ما يستطيع، ولا يؤذي، فإذا بلغ العلم الأخضر الثاني مشى كعادته، إلى أن يصل إلى المروة فيرقى عليها ويستقبل القبلة، ويرفع يديه كرفعهما في الدعاء، ويقول ما قاله على الصفا.
ثم ينزل من المروة إلى الصفا، فيمشي في موضع مشيه، ويركض في موضع ركضه.
فإذا وصل الصفا، فعل كما فعل أول مرة، وهكذا المروة حتى يُكمل سبعة أشواط، ذهابُهُ من الصفا إلى المروة شوط، ورجوعه من المروة إلى الصفا شوط آخر. ويقول في سعيه ما أحب من ذكر ودعاء وقراءة قرآن.
* فإذا أتم سعيه سبعة أشواط، حلق رأسه إن كان رجلاً، وإن كانت امرأة فإنها تقصر من أطراف شعرها قدر أنملة.
ويجب أن يكون الحلق شاملاً لجميع الرأس، وكذلك التقصير يعم به جميع جهات الرأس. والحلق أفضل من التقصير، إلا أن يكون الحج قريباً بحيث لا يتسع لنبات شعر الرأس، فإن الأفضل التقصير، ليبقى الحلق للرأس في الحج ، وبهذه الأعمال تمت العمرة.
ثم بعد ذلك يُحل من إحرامه إحلالاً كاملاً، ويفعل كما يفعله المُحلّون من اللباس والطيب والنكاح وغير ذلك