الجذع يبكي لفراق الحبيب صلي الله عليه وسلم
من معجزات النبي صلي الله عليه وسلم المتعلقة بالجماد حنين الجذع شوقا إليه، فعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم كان يقوم يوم الجمعة إلي شجرة أو نخلة فقالت امرأة من الأنصار أو رجل: يا رسول الله ألا نجعل لك منبرا؟! قال: إن شئتم فاجعلوه، فجعلوا له منبرا، فلما كان يوم الجمعة ذهب إلي المنير فصاحت النخلة صياح الصبي فنزل رسول الله صلي الله عليه وسلم فضمها إليه وكانت تئن أنين الصبي الذي يسكته، قال: كانت تبكي علي ما كانت تسمع من الذكر عندها.
ومن معجزاته صلي الله عليه وسلم أيضا أنه خرج يوما إلي بعض شعاب مكة وقد دخله الغم ما شاء من الله من تكذيب قومه إياه، فقال “يارب أرني ما أطمئن إليه ويذهب عني هذا الغم، فأوحي الله إليه ادع إليك أي أغصان هذه الشجرة شئت، قال: فدعا غصنا فانتزع من مكانه ثم خذ في الأرض حتي جاء رسول الله صلي الله عليه وسلم، فقال له النبي: ارجع إلي مكانك، فرجع فحمد رسول الله صلي الله عليه وسلم ربه وطابت نفسه، وفي رواية أن الرسول صلي الله عليه وسلم كان مهموما لما آذاه المشركون، فقال: اللهم أرني اليوم آية لا أبالي من كذبني بعدها، فأمر فنادي شجرة من قبل عقبة المدينة فأقبلت تخد الأرض حتي انتهت إليه، قال: ثم أمرها فرجعت إلي موضعها، قال: فقال ما أبالي من كذبني بعدها من قومي.
ومن معجزاته كذلك أن الشجرة مشت إليه وأقرت بالشهادة، فعن بن عمر رضي الله عنهما قال: كنا مع رسول الله صلي الله عليه وسلم في سفر فأقبل أعرابي فلما دنا قال له رسول الله: أين تريد: قال: إلي أهلي، قال: هل أدلك إلي خير؟ قال: ما هو؟ قال تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله، قال الأعرابي: هل من شاهد علي ما تقول؟ قال صلي الله عليه وسلم: هذه الشجرة، فدعاها رسول الله صلي الله عليه وسلم وهي علي شاطئ الوادي فأقبلت تشق الأرض شقا فقامت بين يدي رسول الله فاستشهدها ثلاثا فشهدت أنه كما قال ثم أمرها فرجعت إلي منبتها، ورجع الأعرابي إلي قومه فقال: إن تتبعوني أتيتك بهم وإلا رجعت إليك وكنت معك.