ما قيل في الزهد
عن سفيان بن عيينة قال : كتب سعد بن أبى وقاص إلى عمر بن الخطاب يستأذنه فى بناء بيت يسكنه فوقع فى كتابه ابن ما يسترك من الشمس ويكنك الغيث فإن الدنيا دار قلعة
جوامع الكلم شعرًا:
أَنْشَد ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا لِغَيْرِهِ:
لَا تَبْكِ لِلدُّنْيَا وَلَا أَهْلِهَا *** وَابْكِ لِيَوْمٍ تَسْكُنُ الحافِرَةْ
وَابْكِ إِذَا أَصْبَحَ أَهْلُ الثَّرَى *** وَاجْتَمَعُوا فِي سَاحَةِ السَّاهرةْ
وَيْلُكِ يَا دُنْيَا لَقَدْ قَصَّرْتِ *** آمَالَ مَنْ يَسْكُنُ الآخِرةْ (2/141)
قال الْأَصْمَعِيِّ: أَبْدَعُ بَيْتٍ قَالَتْهُ الْعَرَبُ بَيْتُ أَبِي ذُؤَيْبٍ:
النَّفْسُ رَاغِبَةٌ إِذَا رَغَّبْتَهَا *** وَإِذَا تُرَدُّ إِلَى قَلِيلٍ تَقْنَعُ
وَأَحْسَنُ مَا قِيلَ فِي الْكِبْرِ:
أَرَى بَصَرِي قَدْ رَابَنِي بَعْدَ صِحَّةٍ *** وَحَسْبُكَ دَاءً أَنْ تَصِحَّ وَتَسْلَمَا
وَأَحْسَنُ مَرْثِيَّةٍ قَوْلُ أَوْسِ بْنِ حَجَرٍ الْكِنْدِيِّ:
أَيَّتُهَا النَّفْسُ أجْمِلي جَزَعاً *** إِنَّ الَّذِي تَحْذَرِينَ قَدْ وَقَعَا
قال مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْبَصْرِيُّ: كُنَّا عِنْدَ أَحْمَدَ بْنِ الْمُعَذَّلِ بِالْبَصْرَةِ يَوْمَ مَاتَ ابْنُهُ؛
فَاسْتَرْجَعَ، ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ:
نُؤَمِّلُ جَنَّةً لَا مَوْتَ فِيهَا *** وَدُنْيَا لَا يُكدِّرُهَا الْبَلَاءُ
أَنْشَدَ ابْنُ أَبِي الْمُغِيرَةِ:
وَكَمْ نائمٍ نام فِي غِبْطَةٍ *** أَتَتْهُ الْمَنِيَّةُ فِي نَوْمَتِهِ
وَكَمْ مِنْ مُقِيمٍ عَلَى لَذَّةٍ *** دَهَتْهُ الْحَوَادِثُ فِي لَذَّتِهِ
وَكُلُّ جديدٍ على ظهرها *** سيأتي الزَّمَانُ عَلَى جِدَّتِهِ
كان الْحَسَنَ يَتَمَثَّلُ:
هِيَ الدُّنْيَا تُعَذِّبُ مَنْ هَوَاهَا *** وَتُورِثُ قَلْبَهُ حُزْنًا وَدَاءَ