" ومن عقوبات الذنوب : أنّها تُضْعِف في القلب تعظيمَ الربّ - جل جلاله - ، وتُضْعِف وقارَه في قلب العبد ولابدّ ، شاء أم أبى ، ولو تمكّن وقارُ الله وعظمتُه في قلب العبد لما تجرّأ على معاصيه . "
الداء والدواء لابن القيم
" إِذا أصبح العَبْد وَأمسى وَلَيْسَ همه إِلَّا الله وَحده ، تحمل الله – سُبْحَانَهُ - حَوَائِجه كلهَا ، وَحمل عَنهُ كل مَا أهمه ، وَفرغ قلبه لمحبته وَلسَانه لذكره وجوارحه لطاعته ، وَإِن أصبح وَأمسى وَالدُّنْيَا همه حمله الله همومها وغمومها وأنكادها ووكله إِلَى نَفسه فشغل قلبه عَن محبته بمحبة الْخلق وَلسَانه عَن ذكره بذكرهم وجوارحه عَن طَاعَته بخدمتهم وأشغالهم ، فَهُوَ يكدح كدح الْوَحْش فِي خدمَة غَيره ، كالكير ينْفخ بَطْنه ويعصر أضلاعه فِي نفع غَيره . "
الفوائد لابن القيم
قال ابن القيم - رحمه الله - : " من استحيا من الله عند معصيته ، استحيا الله من عقوبته يوم يلقاه "
الداء والدواء لابن القيم
"ولا تركنن إلى الرسوم والآثار ، ولا تقنع بالخسيس الدون وعليك بالمطالب العالية والمراتب السامية التي لا تنال إلا بطاعة الله ، فإن الله - سبحانه - قضى أن لا ينال ما عنده إلا بطاعته ، ومن كان لله كما يريد كان الله له فوق ما يريد ، فمن أقبل إليه تلقاه من بعيد ، ومن تصرف بحوله وقوته ألان له الحديد ، ومن ترك لأجله أعطاه فوق المزيد ، ومن أراد مراده الديني أراد ما يريد "
ابن القيّم " طريق الهجرتين وباب السعادتين "
قيل لذي النون المصرى - رحمه الله - : متى يأنس العبد بربه ؟ قال : إذا خافه أنس به ، أما علمتم أنه من واصل الذنوب نحي عن باب المحبوب . وكان يقول : ما رجع من رجع إلا من الطريق ، ولو وصلوا إليه ما رجعوا . فازهد في الدنيا تر العجب .
مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر