افتراء اليهود على الأنبياء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم 9

هى الزوجة التاسعة لرسول الله هى صاحبة الأصل الشريف والعز المنيف أم المؤمنين وابنة عم رسول الله ليس فى أزواجه من هى أقرب إليه نسباً منها

أبوها : أبو سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف وهو جد رسول الله صلى الله عليه وسلم

أمها : صفية بنت العاص بن أمية بن عبد شمس وهى من بنات عم رسول الله وأخوها هو أمير المؤمنين معاوية بن سفيان وكانت تُكنى بأم حيبية “1”

كانت زوجة لعبيد الله بن جحش وخرجا معاً مهاجرين بإسلامهما فى الهجرة الأولى إلى الحبشة وكما هو المعروف أن الحبشة فى عهد النجاشى كانت هى المهاجر الآمن للفارين بدينهم من المسلمين حتى يخلصوا من بطش المشركين بهم وعداوتهم عليهم فإذاهم يجدون فى ظل النجاشى رعاية وعناية لما كان يتمتع به من حسن إيمان جعله يرحب بأتباع رسول الله الذى تم التبشير بمقدمه فى كتبهم على لسان سيدنا عيسى عليه السلام قال تعالى : ( ومبشراً برسول يأتى من بعد اسمه أحمد ) لكن ام حبيبة كانت وحدها التى تعرضت لمحنة قاسية لم يتعرض لمثلها أحد من هؤلاء المهاجرين الأوائل إلى الحبشة ذلك أن زوجها عبيد الله بن جحش قد أعلن ارتداده عن الإسلام ودخوله فى النصرانية وما أصعب وأدق حال المرأة باتت فى محنة مضاعفة محنتها فى زوجها ومحنتها مع أبيها الذى فارقته مغاضبة إياه بمكة منذ دخلت فى دين الله وفوق هاتين المحنتين كانت محنة الإغتراب حيث لا أهل ولا وطن ثم كانت محنة حملها بالوليدة التى كانت تنتظرها والتى رزقت بها من بعد وأسمتها حبيبة كان هذا كله أكبر من عزم هذه المسلمة الممتنحة من كل ناحية والمبتلاه بالأب الغاضب والزوج الخائن ؛ لكن عين الله ثم عين رسول الله سَخرت لها من لطف الرعاية وسخائها ما يسر العين ويهون الخطب وعادت بنت أبى سفيان تحمل كنية جديدة وبدل أن كانت أم حبيبة أصبحت أم المؤمنين وزوج رسول الله ؛ لقد كان النجاشى من خُلَّص النصارى فأكرم وفادة المهاجرين عامة وأم المؤمنين خاصة فأنفذ فى أمرها مما بعث به إليه رسول الله أن يخطبها له ؛ كانت خِطبة رسول الله لها نعم الإنقاذ والنجدة لهذه المسلمة المبتلاه فى غربتها عوضتها عن الزوج الخائن برعاية رسول الله وعوضتها من غضبة الأب ؛ كما كانت هذه الخِطبة فى مردودها السياسى لطمة كبيرة لرأس الكفر فى مكة أبو سفيان بن حرب الذى كان تعقيبه على زواج رسول الله لابنته هو قوله : إن هذا الفحل لا يجدع أنفه ” كناية عن الإعتراف بأن محمداً لن تنال منه الأيام ولن يقوى أهل مكة وهو على رأسهم على هزيمة والخلاص منه لأنه ينتقل كل يوم من نصر إلى نصر فكانت نعم الزوجة ونعم المكانة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم “2”

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1- رجال ونساء حول الرسول 40

2- حقائق الإسلام واباطيل خصومه 366 – 368


المزيد في: مختارات

اترك تعليقاً